تجربتي الخاصة في مجال الكتابة العمومية

1- بداية المشروع:

بعد ان حصلت على شهادة الاجازة في القانون بجامعة القاضي عياض بمراكش سنة 1999 وكأي شاب عاطل عن العمل بدأت استعد لاجتياز المباريات وبالفعل اجتزت العديد من المباريات في تلك الفترة من سنة 1999 الى 2004، لكن بدون جدوى.

وبعد سنتين من العطالة المتبوع بالبطالة المليئة بالفراغ الممل والقاتل، فكرت في ايجاد عمل موازي حتى لا اكون عالة على المجتمع وعلى اسرتي، حيث بدأت اتوجه الى سوق الشغل واشتغلت بداية مع صديق لي في الدراسة كمساعد تاجر في بيع الاجهزة الالكترونية والهواتف النقالة لمدة سنة واحدة، ثم اشتغلت كمسير لمقهى ومطعم تقليدي لمدة سنتين.

وفي سنة 2003 فكرت في فتح محل لممارسة نشاط الكتابة العمومية حيث وجدت الفكرة جيدة وصائبة لأنها تصب في صميم تخصصي، فناقشت الامر مع العائلة والأصدقاء والجميع استحسن الفكرة، وعلى هذا الاساس قمت بمجموعة من الخطوات التالية:

My public writing experience

2ـ دراسة السوق:

وجدت ان الكتاب العموميين الممارسين والموجودين أنذاك في السوق ما زالوا يستعملون الالة الكاتبة "الداكتيلو"، والكثير منهم ليست له دراية بالحاسوب وكيفية اشتغاله، وحتى الادارات العمومية ما زالت تشتغل بالطرق التقليدية ومسألة الحاسوب والطباعة ما زالت متأخرة وغير مستعملة في الكثير من الاحيان.

3ـ تجميعة النماذج:

ولكي أكون كاتب عمومي وأبدأ هذا النوع من المشروع ينقصني النماذج المستعملة في الكتابة العمومية، وخاصة نماذج الطلبات والمراسلات الإدارية نماذج العقود والالتزامات القانونية، نماذج الشكايات والتظلمات، نماذج الدعاوي القضائية، نماذج المحاكم، نماذج الجمعيات، والنماذج باللغة الفرنسية... وغيره.

4ـ البحث عن النماذج:

وعليه، بدأت ابحث عن النماذج وتقدمت الى بعض الكتاب العموميين بالمنطقة والنواحي، حيث طلبت من خمسة كتاب عموميين مساعدتي ببعض النماذج الاكثر استعمالا في هذه المهنة، فاعتذروا مني بأنهم لا يمكن تقديم النماذج لأنها تعتبر شيئا خاصا ويعتمد على اسلوب وطريقة كل كاتب عمومي، لكنهم جزاهم الله خيرا شرحوا وفسروا لي هذه المهنة ومشاكلها وصعوباتها وطريقة العمل مع الزبناء...

ذهبت الى بعض المدن الكبرى بمنطقتي فوجدت كاتب عمومي مخضرم وبدون اي مقدمات ساعدني ولبى طلبي ومنح لي مجموعة من النماذج الاكثر استعمالا في مهنة الكتابة العمومية، وجزاه الله كل الخير.

بالإضافة الى هذا، فقد استعنت بأرشيف الخاص بي وأرشيف الوالد فوجدت به مجموعة من الطلبات والعقود والمطبوعات الادارية استعانت بها كثيرا في هذه المهنة.

وقد ناقشت الامر مع صديق عزيز وهو موظف بالجماعة الترابية بالمنطقة السيد "عبدالله"، فمدني مشكورا وجزاه الله خيرا بكتاب قيم عنوانه: التحرير الاداري وقواعده للكاتب بوعلام السنوسي طبعة 2002، قد استفدت منه كثيرا.

5ـ البحث عن المحل التجاري:

بعد ذلك اول خطوة قمت بها هي البحث عن المحل التجاري في موقع مناسب، وبعد بحث مضني وجدت مجلا تجاريا قريب جدا من البلدية ومن المحكمة وبثمن مناسب جدا.

6ـ تجهيز المحل التجاري:

نظرا لعدم توفر الموارد المادية فقد طلبت من الصديق العزيز: "الحسين"، الذي سبق وان اشتغلت معه في بيع الهواتف النقالة شراء حاسوب وطابعة ومكتب وكراسي وأوراق بالدين المؤجل وبالتقسيط، وهو ما فعله مشكورا وجزاه الله كل الخير، حيث كنت اؤدي له الاقساط الشهرية، وقبل ان اتم واكمل الدين اضاف لي الة النسخ الفوطوكوبي بالدين كذلك وهو ما شجعني في تطوير المهنة وجذب الزبائن.

7ـ التحرير والكتابة بالحاسوب:

بمجرد حصولي على الحاسوب قمت بكتابة جميع النماذج الأكثر استعمالا في مجال الكتابة العمومية التي حصلت عليها وسجلتها وحفظتها في الكومبيوتر للاستعانة بها عند الحاجة، واشتغلت بها.

8ـ الحصول على الترخيص:

وفي هذا الصدد كان لزاما الحصول على ترخيص لمزاولة مهنة الكتابة العمومية، في الاول تقدمت الى رئيس البلدية بطلبي لكنه اخبرني بان هذا النوع من النشاط لا يدخل ضمن اختصاصاته وإنما يدخل من ضمن اختصاصات السلطة المحلية في شخص الباشا في اطار الشرطة الادارية الممنوحة له طبقا للقانون.

وعليه تقدمت الى السيد الباشا بطلبي مرفقا بشهادة الاجازة وعقد الكراء، وبعد حين اجري علي بحث من طرف الشرطة حول السيرة والسلوك، وبعد ان توصل به السيد الباشا اصدر رخصة مزاولة مهنة الكتابة العمومية.

9ـ بداية العمل:

الايام الاولى من العمل كانت فارغة وبدون زبائن ولا احد استطاع التقدم الى محلي، مر الاسبوع الاول بالفراغ التام ليتبعه الاسبوع الثاني، فكان هذا الامر هو الذي دفعني الى البحث عن الحل الاتي ذكره فما يلي أسفله.

10ـ البحث عن العلاقات العامة:

لكوني قريب من الجماعة الترابية والمحكمة، فقد ربطت علاقات عامة مع أغلب الموظفين العاملين بها، وقدمت لهم جميع الخدمات التي اقوم بها من الكتابة العمومية بالحاسوب وتحرير النصوص والطباعة بالاسود وكذلك بالالوان.

وقد قدم لي موظف بقسم الحالة المدنية ذ/ محمد، جميع النماذج المستعملة في الحالة المدنية ويرشد الزبائن الى محلي لتحرير طلباتهم، وجزاه الله كل الخير بما قدمه من مساعدة.

بالإضافة الى موظف بالمحكمة ذ/ حسن، قدم لي بعض النماذج الخاصة بقسم الاسرة ويرشد الزبائن الى محلي لتحرير وكتابة مقالاتهم الخاصة، وجزاه الله خيرا بهذه المناسبة.

ثم بعد ذلك، نسجت علاقات مع محامين وموثقين اصدقاء الدراسة، وكل الموظفين بالادارت العمومية وخاصة ادارة الضرائب والمالية، وكل من يمكنه ان يفيد ويستفاد منه.

11ـ اعلان واشهار الخدمات:

قمت بكتابة وتحرير خدمات الكتابة العمومية التي أقوم بها على حاسوبي وتنسيقها بشكل جذاب، وأيضا بطائق الزيارة "كارت بيزيت" التي كتبتها في الوورد بطريقة جذابة وطبعتها في ملف كرطوني، واستعنت بذلك على مجموعة من الأصدقاء والزملاء في توزيعها والاشهار ل: مكتب اطلس للخدمات المتعددة - Atlas Multi-services - الذي قمت بتسجيل اسمه التجاري لدى غرفة التجارة بالإقليم.

ولا يخفى عليكم ان الامر قد نجح في الشهر الثاني حيث بدأ الناس يتقدمون الى المكتب بشكل جيد واستحسنوا الفكرة واصبح الواحد يخبر العشرة الى أن انتشر المكتب وخدماته بالمنطقة بشكل سريع واصبحت المردودية جيدة.

12- التطوير والتحسين من الاداء:

لم اقتصر على هذا الامر فقط ولم ابقى مكتوف الايدي، حيث انه بعد مرور سنة واحدة من الرواج الجيد تقدمت الى السيد الباشا للحصول على رخصة وكيل عقاري "سمسار"، فأضافت الى قائمة خدمات مكتب اطلس خدمة جديدة. ثم بعد سنة ونصف اكتريت محلا بجانب المكتب وخصصته لنادي الانترنيت وقمت بنجهيزه لذلك الغرض. هذا من جهة.

ومن جهة اخرى، فقد قمت بالتطوير من نفسي ومن قدراتي في مجال المعلوميات، حيث انه وبموازاة مع العمل ومنذ السنة الاولى من بداية العمل في مهنة الكتابة العمومية فقد تقدمت الى معهد المعلوميات ودرست به لمدة سنتين وحصلت على دبلوم "محلل البرامج".

13- نهاية العمل:

وعلى هذا المنوال استمر العمل الى غاية سنة 2009 حيث قمت بالتنازل للمحل وخدماته الى احد الاصدقاء بثمن رمزي يخص تقييم التجهيزات الموجودة بالمحل، لأنني قد انتقلت الى العمل مع مؤسسة تجارية ثم الدخول الى عالم الوظيفة.

14- الخاتمة:

رغم جميع الصعوبات التي تواجه الإنسان، فانه بالاجتهاد والعمل المتقن والتخطيط يستطيع النجاح في الاخير ويترك بصماته الحسنة في نفوس الناس الذين تعامل معهم.

ولا اخفيكم سرا انني كنت وما زلت اتوصل باتصالات بعض الناس والزبائن يشكرونني ويثنون علي وعلى بعض الخدمات التي سبق وان قدمتها لهم في السابق، مرفوقة بالدعوات الصالحة.
"ورحم الله من عمل عملا فأتقنه".
وبهذا الامر فقد احببت مهنة الكتابة العمومية كثيرا، وهو ما جعلني ان اقوم باستغلال التكنولوجيا الحديثة وابحث عن فكرة لإنشاء مكتب للكتابة العمومية عن بعد‘ حيث فكرت في انشاء موقع الكتروني اعرض فيه خدمات الكتابة العمومية عن بعد وانشر فيه مجموعة النماذج التي قد تفيد الناس في عملهم اليومي وفي تواصلهم مع جميع الادارات العمومية.

فكان ذلك نتاج العمل في موقع: مركز ملفاتي – الذي تحول الى موقع: مدونة ملفاتي – ثم عملنا على مبدأ التخصص فخصصنا موقع ملفاتي القانونية لنقوم بتغيير اسمه وشراء النطاق ليصبح الموقع كالتالي:
موقع:
abdocom
abdocom
أهتم كثيرا بالمحتوى الرقمي وأسعى الى تقديم رؤيتي الخاصة وتدوين كل ما تعلمته في الويب للإفادة في أعمال هادفة.
تعليقات